دعونا نقف مع انفسنا لحظات فقط لنسأل انفسنا هذا السؤال:
مــــــــاذا بعـــــــــد رحيـــــــــل رمضــــــان؟؟؟
ثم بعد ذلك دعونا نقف عند هذه الوقفات:
*·~-.¸¸,.-~*الوقفة الأولى : *·~-.¸¸,.-~*
هاهي أيام رمضان قد انقضت ، ولياليه قد تولت..انقضى رمضان و ذهب ليعود في عام قادم ، انقضى رمضان شهر الصيام والقيام ، شهر المغفرة و الرحمة..انقضى رمضان و كأنه ما كان .
انقضى رمضان..وكم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت .
انقضى رمضان و في قلوب الصالحين لوعة ، وفي نفوس الأبرار حرقة .
و كيف لا يكون ذلك ؛ و هاهي أبواب الجنان تغلق ، و أبواب النار تفتح ، و مردة الجن تطلق بعد رمضان .
انقضى رمضان فماذا بعد رمضان ؟
لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف و الرجاء .
كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم : أقبل الله منه ذلك أم رده عليه؟؟
هذه حال سلف هذه الأمة فمل هو حالنا ؟
لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، و يتقنونه و يحسنونه ، ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله .
علينا أن نعيش بين الخوف و الرجاء ، إذا تذكرنا تقصيرنا في صيامنا وقيامنا ؛ خفت أن يرد الله عليك ذلك ، و إذا نظرنا إلى سعة رحمة الله ، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير ، رجونا أن يتقبلنا الله في المقبولين .
*·~-.¸¸,.-~*الوقفة الثانية :*·~-.¸¸,.-~*
أن لكل شيء علامة ، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخري .
فما هو حالك بعد رمضان ؟ هل تخرجت من مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين .
هل تخرجت من رمضان و عندك عزم الاستمرار على التوبة و الاستقامة ؟
هل أنت أحسن حالا بعد رمضان منك قبل رمضان ؟
أن كنت كذلك فاحمد الله ، و إن كنت غير ذلك فابك على نفسك يا مسكين فربما أن أعمالك لم تقبل منك ، وربما أنك من المحرومين و أنت لا تشعر.
*·~-.¸¸,.-~*الوقفة الثالثة :*·~-.¸¸,.-~*
يا من عدت إلى ذنبوك و معاصيك و غفلتك :
تمهل قليلا ، تفكر قليلا:
كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها .
كيف تعود إلى المعاصي و ربما محاها الله من صحيفتك ...
أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟ أيبيض الله صحيفتك من الأوزار و أنت تسودها مرة أخرى ؟
غير من حالك ، اترك ذنوبك ، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك .
فإنا نوصيك بكلمات سلف هذه الأمة ، فو الله أن كلامهم لقليل و لكنه يحي القلوب .
قال أبو الدرداء : ( لو أن أحدكم أراد سفرا ، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ؟ قالوا: بلى .
قال: سفر يوم القيامة أبعد ، فخذوا ما يصلحكم ؛ حجوا لعظائم الأمور .
صوموا يوما شديد حره لحر يوم النشور ...صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور ...
تصدقوا بالسر ، ليوم قد عسر ) ..
و قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته
اسأل الله ان يجعلنا واياكم من عتقائه من النار وان يتقبل منا
صيامنا وقيامنا ودعائنا
آمـــــــــــــــين
منقول