:السلام: { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(1 فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } صدق الله العظيم [النمل: 17-19].
( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ )
أي جمع لسليمان جيوشه وعساكره وأحضرت له في مسيره كبيرة فيها الجن والإنس والطيور بتقدمهم سليمان في أبهة الملك وعظمة السلطان شأن الملوك والعظماء (( فهم يوزعون )) أي يحبس أوائلهم على أو أخرهم ليتلاحقوا ويجتمعوا ويكونوا في صفوف متتابعة كما هو في شأن العسكر.
( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )
أي حتى إذا وصلوا إلى وادِ في بلاد الشام كثير النمل سمع نملة تقول للنمل : أسرعوا بالدخول إلى مساكنكم فإني أخشى عليكم خيل ( سليمان ) وجنوده أن يسحقوكم بأقدامهم دون قصد منهم ولا تعمد وهم لا يشعرون بكم
يا لها من نملة ذكية نبهت ثم حذرت ثم اعتذرت بقولها (( وهم لا يشعرون )) لانها علمت أن نبي الله ومن معه لا يقدمون على أذى أحد.
سمع سليمان كلامها وعرف اعتذارها فتبسم ضاحكاً من قولها ودعا ربه أن يلهمه النعم .
( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ )
أي تبسم سروراً بما سمع من ثناء النمله عليه وعلى جنوده وقال : رب ألهمني أ اشكر نعمتك الجليلة التي انعمت بها علي وعلى والدي ووفقني لعمل الخير والاحسان الذي يقربني منك والذي تحبه وترضاه وأذخلني الجنة مع عبادك الصالحين.
لننظر الى ذكاء النمله بقولها :
( يأيها النمل ) : تنبيه .
( أدخلو مساكنكم ) : إرشاد .
( لا يحطمنكم سليمان وحنوده ) : تحذير .
( وهم لا يشعرون ) : اعتذار .
وهذه غاية العقل والفهم ،، فيالها من نملة ذكية .
:11: [list=1][*]